جدل في إيران عقب تغيير اسم شارع الموسيقار الشهير “شجريان” إلى “محسن فخري زاده”

أثار إقدام بعض المتشددين في إيران على تغيير اسم شارع شهير في العاصمة طهران يحمل اسم الموسيقار الشهير الراحل ”محمد رضا شجريان“ إلى ”محسن فخري زاده“ نسبة إلى العالم النووي الإيراني البارز الذي اغتيل الشهر الماضي جدلا واسعا، وسط مطالب شعبية وحكومية بإعادة اسم الشارع لصاحبه شجريان.

وتداول نشطاء ومواطنون إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر قيام أعضاء جماعة تُعرف بـ“أسرة الشهداء“ بإزالة لافتة شارع شجريان الشهير في العاصمة طهران، وتركيب لافتة جديدة تحمل اسم محسن فخري زاده.

وكشفت تعليقات المغردين الإيرانيين عبر ”تويتر“ أن قائد الجماعة التي أقدمت على تغيير اسم شارع شجريان إلى محسن فخري زاده هو أحمدي روشن؛ وهو والد العالم النووي الإيراني، مصطفى أحمدي روشن الذي اغتيل عبر قنبلة مغناطيسية في العاصمة طهران عام 2012.

وانتقد النشطاء وبعض المسؤولين الإيرانيين واقعة تغيير اسم شارع شجريان، حيث رفض أعضاء مجلس بلدية طهران، من بينهم محمد جواد حق شناس، ومحمود ميرلوحي إقدام الجماعة المذكورة على تغيير اسم الشارع دون وجه حق، معتبرين هذا التصرف مخالفًا للقانون.

وقال ميرلوحي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء ”ايمنا“ المحلية، إن ”هذه الجماعة تظن أنها تمتلك المدينة بأكملها، ولكن يجب أن يؤمنوا بأن طهران تضم 10 ملايين مواطن، وهؤلاء المواطنون لديهم وجهات نظر ومعتقدات مختلفة يجب احترامها“.

وتفاعل المواطنون الإيرانيون مع واقعة تغيير اسم شارع شجريان عبر تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث غرد الناشط صاحب حساب ”أردوان“ قائلا: ”الواقع أن هذه الجماعة ترى في قوتها ما يفوق القانون والشعب وكل شيء“.

وعلق الباحث والشاعر الإيراني، محمد معروف على الواقعة بقوله: ”إن تغيير اسم شارع شجريان عنوة إلى محسن فخري زاده بالقطع هو أمر يعارض حتى أصول وسيرة الشهداء، فالتفرقة بين طبقات الشعب المختلفة لا تحمل شيئا سوى الحماقة“.

بدوره تسائل الناشط الإيراني في البيئة، محمد داريوش عن رد فعل السلطات القضائية مع مرتكبي واقعة تغيير اسم شجريان، وقال في تغريدة: ”كيف يمكن لجماعة خارقة للقانون أن تُقدم على تغيير اسم شارع يحمل صفة قانونية في وضح النهار؟ فهل هذا دليل جديد على عدم الثقة في العدالة وتنفيذ القانون في البلاد؟

ويُذكر أن إيران شهدت احتجاجات ضد المرشد الأعلى، علي خامنئي بعد ساعات على رحيل الموسيقار الشهير، محمد رضا شجريان، في أوائل تشرين الأول أكتوبر الماضي، وذلك ضمن إجرائهم مراسم تشييع جثمان شجريان.

وكان شجريان الملقب بـ“أستاذ الموسيقى الفارسية الكلاسيكية“ قد أعلن عن دعمه للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران عام 2009 على خلفية الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية؛ الأمر الذي أدخله في مواجهة مع سلطات النظام، التي أخذت في التضييق على نشاطه، إلى درجة وقف بث وإذاعة أعماله الموسيقية.