الانتخابات الأمريكية.. الجمهوريون والديمقراطيون لن يقبلا النتائج بسلاسة

تعهد كلا من الديمقراطيين والجمهوريين المتنافسين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بمواصلة حربهما حتى بعد ظهور نتائج الانتخابات، ما ينذر باستمرار معركة الانتخابات لمدة قد تصل لشهور بعد إعلان النتائج الأولية.

وأعرب الديمقراطيون عن ثقتهم من تحقيق مكاسب في انتخابات اليوم الثلاثاء ، مشيرين إلى استعدادهم أيضًا لخوض معارك قانونية مطولة ضد الطرف المنافس حول نتائج السباق المتنازع عليه.

وقالت النائبة الديمقراطية شيري بوستوس، للصحفيين صباح الثلاثاء: “هذا اليوم الانتخابي قد ينتهي به الأمر وكأنه أسبوع انتخاب.. آمل ألا تكون أطول من ذلك بكثير “، وفقا لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية.

وأشارت بوستوس إلى أن الديمقراطيين خصصوا بالفعل 10 ملايين دولار لهذه الدورة “لجهود التقاضي” وهم على استعداد لإنفاق المزيد بعد الانتخابات إذا دعت الحاجة، مضيفة : “سوف نستخدم كل الوسائل القانونية اللازمة للتأكد من أننا نحسب كل صوت”.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، تعاونت ذراع حملة الديمقراطيين في مجلس النواب مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وداخل المجتمع الشعبي لتشكيل فرق ميدانية من المحامين المنتشرين في جميع أنحاء البلاد تحسباً لخوض معارك طويلة الأمد حول شرعية أوراق الاقتراع .

وتوقعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الديمقراطية، لعدة أشهر أن المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن سيهزم ترامب هذا العام ، وقد قامت بتضخيم هذا الخطاب مرة أخرى اليوم الثلاثاء، مرددة ما قالته بوستوس ، بأن الديمقراطيين مستعدون أيضًا لمحاربة أي “جهد للحزب الجمهوري” لإلغاء أوراق الاقتراع المشروعة.

وقالت للصحفيين “نحن مستعدون في الكونجرس بكل الطرق القانونية والدستورية، لحماية ديمقراطيتنا ضد أي خدعة قد يحاول الرئيس استخدامها”.

وفي المقابل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاؤه الجمهوريون لأشهر عن شكوك كبيرة بشأن صلاحية بطاقات الاقتراع التي تم إدخالها هذه الدورة الانتخابية، لا سيما في الولايات التي وسعت خيارات التصويت المبكر والبريد لمراعاة المخاوف الصحية المتعلقة بوباء كورونا.

وأشار الرئيس إلى أنه قد لا يقبل نتائج انتخابات 2020 مرات كافية لإثارة القلق بشأن ما إذا كان جادًا بالفعل.

وخلال الأشهر الستة الماضية ، رفض ترامب مرارًا وتكرارًا الالتزام بالانتقال السلمي للسلطة، عند سؤاله ، وادعى أنه لن يخسر إلا إذا تم تزوير الانتخابات.

لأشهر ، هاجم ترامب الولايات التي وسعت نوافذ التصويت المبكر والاقتراع عبر البريد، لاستيعاب أزمة الصحة العامة ، زاعمًا أنها تروج لتزوير أصوات الناخبين. وقد تحدى بعض حلفاء ترامب الجمهوريين تلك التحولات السياسية بدعاوى قضائية، لكن في الأيام الأخيرة ، جاءت عدة أحكام قضائية على عكس رغبات ترامب.

وقال ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن تأجيل عمليات الفرز لأيام مشيرا إلى أنه لا بد من تاريخ محدد وهو 3 نوفمبر لمعرفة الفائز و”من حق الأمريكيين أن يعرفوا اسم الفائز” يوم الانتخابات.

بعيدًا عن فرز الأصوات، قد يؤدي خطاب ترامب حول تزوير التصويت إلى إرباك الأمور وإثارة العنف. وفي سبتمبر، قامت مجموعة من أنصار ترامب بترهيب الناخبين الأوائل في مركز اقتراع في فيرفاكس بولاية فرجينيا.

وفي سيناريو بعيد، ذهب البعض إلى أن ترامب لن يقبل هزيمته في حال تم إعلان فوز بايدن، وسيقوم بالتمسك بوجوده داخل البيت الأبيض، ما قد يجبر الجيش الأمريكي بنقله جبريا منه، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

إلا أن الجنرال مارك ميلي ، رئيس هيئة الأركان المشتركة وكبير ضباط الجيش في البلاد، نفى وقوع مثل هذا الأمر. وقال ميلي “في حالة وجود نزاع حول بعض جوانب الانتخابات ، فإن المحاكم الأمريكية والكونجرس مطالبين بموجب القانون بحل أي نزاع ، وليس الجيش الأمريكي”. ويأمل الأمريكيين ألا يتحقق مثل هذا السيناريو.

بالنسبة إلى نشطاء الانتخابات من كلا الحزبين، فإن الاستعداد لمواجهة تحديات الانتخابات بالكاد يمثل ظاهرة جديدة، لا سيما منذ الصراع الطويل حول فرز الأصوات في السباق الرئاسي بين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش- ومنافسه الديمقراطي آل جور عام 2000 المتنازع عليه بشدة.

لكن التحذيرات السابقة للانتخابات بشأن المعارك القانونية المطولة فريدة من نوعها في هذه الدورة، وتعكس كل من التحديات اللوجستية للتصويت في الوباء والمشهد السياسي المنقسم.

ويدلي الأمريكيون الثلاثاء بأصواتهم في أجواء توتر كبير للاختيار بين المرشح الديموقراطي جو بايدن ودونالد ترامب الذي يأمل بالفوز بولاية ثانية رغم تخلفه في استطلاعات الرأي، في انتخابات رئاسية تاريخية تشهد انقساما حادا.