ثنائي الفتنة.. تقرير يكشف جرائم الإخوان وإيران

تحت شعار “غاية الفتنة تبرر وسيلة التعاون”، انتفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من قلب معقل الجماعات المتطرفة بالعاصمة القطرية الدوحة، للدفاع عن تنظيم الإخوان الإرهابي؛ حيث انتقد ظريف سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، قائلاً: “الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية، ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر”.

 

التقرير التالي يرصد تاريخ اجتماع قطبي الإرهاب (إيران – الإخوان) على هدف بث الفتنة والفوضى بالمنطقة العربية..

 

ستار الدين من أجل السلطة 

في ثلاثينيات القرن الماضي، وبالأخص عام 1938 زار روح الله الموسوي الخميني الذي أصبح بعد ذلك آية الله الخميني، مقر جماعة الإخوان المسلمين، وعقد لقاء خاصاً مع المرشد الأول للجماعة الإرهابية حسن البنا، لتبدأ علاقة بث الفتنه في الوطن العربي.

 

تجددت علاقة الإخوان مع إيران فعلياً عام 1979، في أعقاب إعلان طهران لما يسمى بـ”الثورة الإسلامية”، وهو ما كان ينادي به تنظيم الإخوان في دعوتهم لاتخاذ الدين كستار لغايتهم، وهو السيطرة على مقاليد الحكم لبث فكرهم المتطرف.

 
 

 

 

وكان من أهم محطات التقارب السياسي بين قطبي الإرهاب والفتنة، الحرب العراقية الإيرانية؛ حيث وقف تنظيم الإخوان إلى جانب إيران، ليبدأ مسلسل الفتنة برعاية التنظيم وإيران.

 
 

سعت إيران بكل قوة خلال تلك الفترة للاستفادة من تنظيم الإخوان بجميع فروعه في البلدان العربية؛ حيث تنتشر هذه الجماعة المتطرفة في دول عديدة من أوروبا أيضاً.

 

بث الفتنة والفوضى 

تعددت أوجه العلاقة بين إيران والإخوان، حتى جاء ما يسمى بـ”ثورات الربيع العربي” التي كشفت الوجه الحقيقي لتلك الجماعات الإرهابية وداعميها وأهدافهم في بث الفوضى والفتنة وتغذية الاقتتال الداخلي.

 

فعقب سقوط نظام الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وسقوط عدد من القتلى خلال المظاهرات التي خرجت ضده، كشفت الأجهزة الأمنية عن وجود خلايا إرهابية تابعة لإيران ومليشيا حزب الله اللبنانية داخل القاهرة، لمساعدة تنظيم الإخوان الإرهابي. 

 
 

 

كما تورطت تلك المليشيات التابعة لإيران في قتل عدد من المتظاهرين لزيادة الفتنة في ذلك التوقيت وبث الفوضى التي كانت في صالح تنظيم الإخوان الإرهابي. 

 
 

ولم تكن أحداث يناير/كانون الثاني عام 2011 بمصر، إلا إزالة القناع؛ حيث أظهر الإخوان حقيقة علاقاتهم بإيران، وأكد ذلك تصريح مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف، في معرض تعليقه على كشف السلطات الأمنية المصرية خلية حزب الله، إذ قال: “من واجب مصر أن تشكر حزب الله لا أن تحقق معه”، معتبراً أن من حق إيران أن تفعل أي شيء.

 

كما تجلت حقيقة العلاقة بين الإخوان وإيران، خلال زيارة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد مصر، بدعوة من الرئيس الراحل المعزول محمد مرسي، ومنح نجاد فرصة أن يخطب في جامع الأزهر الشريف، هو دليل آخر على قوة العلاقة بين الجانبين، كما أن زيارة مرسي لطهران عام 2012، كان أول رئيس مصري يزورها بعد 34 عاماً، دليل آخر على الصلة الوثيقة بين الطرفين.

 
 

الدعم الإيراني لتنظيم الإخوان هدفه إثارة الفتنة والفوضى، ففي عام 2017 نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في ضبط ألغام مضادة للأفراد تحمل كتابات فارسية، وقنابل F1 يدوية، وبعض المكونات التي تستخدم في تجهيز العبوات الناسفة، كما جرى اعتقال 13 عنصراً إخوانياً إرهابياً يحملون أسلحة إيرانية في محافظتي دمياط والإسكندرية شمال البلاد. 

 

التغلغل داخل المجتمعات العربية 

 

ظهر الدعم جلياً عندما قرر الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات مع قطر لكونها داعمة للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان، حيث التقى إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، مع محسن الأراكي، مستشار مرشد إيران على خامنئي، في يوليو/تموز 2017، على هامش ما يسمى بـ”مؤتمر الوحدة الإسلامية” الذي نظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في العاصمة البريطانية لندن، بدعوى بحث مكافحة الإرهاب والتقريب بين المذاهب الإسلامية ودعم الحركات التقريبية في مختلف مناطق العالم الإسلامي.

 

والمجمع الذي يتولى أراكي منصب أمينه العام، هو هيئة إيرانية تستهدف اختراق المجتمعات العربية تحت لافتة “التقريب بين المذاهب الإسلامية”، وأسسه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في طهران عام 1990، وتم تأسيس مركز له في بريطانيا على يد محسن أراكي، وتسعى إيران إلى تأسيس مراكز عدة له في دول مختلفة.

 
 

وذكرت وكالة أنباء “القرآن الدولية” الإيرانية (إيكنا) أن محسن أراكي اجتمع على هامش المؤتمر بعدد من مسؤولي تنظيم الإخوان الإرهابي، على رأسهم إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، وجمال بدوي، أحد الأعضاء المؤثرين في جماعة الإخوان الإرهابية.

 

وأكد الجانبان، خلال اللقاء، تعزيز التعاون بين إيران وجماعة الإخوان، لا سيما في مصر، تحت لافتة “التعاون العلمي بين الحوزات الشيعية والمذهب السني في مصر”، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لمحسن أراكي.